قصيدة لحن العروبة

لوسالت دموعى تبلل االخدان
وإمتلآ جسدى بالشيب والهزيان
وإنتفضت أواصلى وللسير لا يقويان
وإن جف دمى وتبلد الشريان
وتبعثرت كل الصحارى لتكسح الوديان
وإن صار الموج يهدد الخلجان
وروحى تصاعدت للخالق الرحمن
سينطق رمادى بتوحد العربان
وسيولد من رحم أم هذا الزمان
أمل ليوصل تشتت البلدان
ويعلو صراخه ويرفض الكتمان
وبالحب يوما ستعانق اليدان
لنتكاتف سويا فجميعا إخوان
وننتظر شجره أسمها الرمان
جزورها بالمغرب وفروعها لبنان
وطرحها وافر ليكسح السودان
ويحتسى شرابها من اليمن ولدان
وينتفض عراقى ليملآ لهم كأسان
ونرتوى من نيل ونبلل السيقان
ونجتمع بالقدس لنطرد الغربان
ونلتقى بسوريا ونعتلى الجولان
لنرى من بتونس جار القمر سهران
وارض الحبيب فيها يبصر العميان
وها هو جزائرى يقطف البيسان
يهديه لاردنى ويقبل الخدان
فنلتقى دوما بالحب والاحسان
لا ننتظر سحبا طرحها فرسان
لا نرتجى عذرا أساسها نقصان
لا نرتضى ضعفا فكلنا انسان
لا نصطبر صمتا فالحق بالميزان
بل نلتقى جهرا لنقرأ القرأن
ونجتمع كلنا لنردد الاذان
فنحن خير امه أتى بها المنان
فسنحتضن زرعا لنكمل البستان
ونصطنع عودا كى نعزف الالحان
ونلتقط حجرا لنرفع الحيطان
ونحتمى بالعقل لتنظر العينان
ونبصر ما ف الغيب قد أتى او حان
ونبثق من بيننا من غدر أو خان
قيل العرب دوما للمد كالشطأن
جمعهم قوه تزهل الازهان
فشبيهنا بالبحر سيد الحيتان
أرأيته يوما يغتصب ويهان
أنصطبر ونرضى بالنهش ف الابدان
وأم لنا تصرخ وقلبها حيران
هى بيننا تجلس تتحسس الامان
فلا تجد إلا من الشجر عيدان
عقولهم تائهه وجسدهم سكران
أقدامهم راسخه وع السير لا يقويان
وجوههم بائسه وبالزيف يلمعان
يهرولون طربها إن كشفت لهم نهدان
وديارهم تستباح حتى بلا إستئذان
أبزغو السيوف وأعلنو العصيان
لا تتكاسلو فتصبحو جميعكم قطعان
تجرون زيول الخيبه تسعون كالجرزان
تتوارو مختبئين ف الارض كالفئران
وتسرى هامتكم كسرب من الدخان
تبتسمون بوجوهكم لغادر وجبان
وتسلمون أجسادكم ليهود وأمريكان
كونو كما الطير بسربه الفتان
حلقو فى السماء كونو كما العقبان
إعتلو فوق الصعاب فأنتم الشجعان
انفضو غبار الزل والخزيان
واخرجو بقوه من أسفل القطرن
دمرو اعدائكم لا تسكنو بالجبل كالرهبان
إرتقو المستحيل ولتشهد الاديان
من أستبيحت أرضه عرضه لن يصان
كان العرب دوما صوتهم رنان
ومن العرب كانت بدايه الطيران
وفى العرب عزه كأنهم أعيان
تحركو وتمردو ثوروكما البركان
اتركو قطار اليأس قد ضاقت الابدان
أخرجو أطفالكم سترونهم شبان
فيهم قوه كامنه يملآهم الايمان
بأن غدا قادم سيحلو مهما كان
الحجر بأيديهم سيحرك الاركان
سترونهم بالسماء يعلون كالكروان
نسيمهم عليل وليسو كما الديدان
قدر العرب محتوم وستلمع العينان
نصرهم قد أتى وجمعهم قد حان
سيجتمعون سباعا وليسو كما الغزلان
من الطير هم صقورا وصيدهم سمان
دقت الارض رقصا بتجمع العرسان
وشعارهم كان زهره الرمان
إستيقظو قد نشأ العضم باللسان
هذا الوطن يترنح ويهوى به البنيان
ذاك الوطن من فعل ابائه خزلان
ستار الليل توارى وارتفعت النيران
حتى يراها من نوى له الطغيان
دقو طبول الرقص وأضيئو الشمعدان
وليشهد الزمان أننا لسنا كما الحملان
فالوطن وحده سيلقانا بالاحضان
تلك شمعه أنيرها للرائى والعميان
إن التجمع قوه كقوه العمدان
لا نعود لزمن طغى به الادمان
شعاره التفكك والضعف والهزيان
دمائنا تثور وتغادر الجسمان
كصحراء تعطى الماء للعطشان
كزرع فوق نهر سيقانه دبلان
إن لم نكن أخوه فلسنا من العربان
وعزيزنا بالطريق سيسير كالعريان
لنا عمر واحد وليس لنا عمران
نحياه متحدين أو نرعى كما الخرفان
خلقنا احرار ولسنا عبده للشيطان
لنعيد ما قد مضى من سالف الازمان
ونحيا بعزه ونمجد الاوطان